
بقلم نور كرم
أنطلقوا رجال "ماركو"
للبحث عنهم في أرجاء المدينه كما طلب منهم ذاك "العاصم"
قبل أن يتكئ على مقعده، بغضب ويشعور بأن المكتب يدور من حوله... أمسڪ رأسه بألم شديد وهو يهزها بحيرة لـ يستمع لـ صوت ذاك الماركو يخرج متقطعًا بتوتر :
- سـ.. سيد عاصم... لا داعي لقلق سيعثروا رجالي عليهم ومن بعدها سنقتلهم جميعًا!!
- أصمت إنت!!! ولا إني أعرفُ بأنك من فعلها يا أحمق!
قال بتوبيخٍ سام، لـ يحول الأخر عيناه بضجر لـ تلك الشماته والتي تقف بجوار الأخر... تمسد على كتفه برفق وهي تميل عليه بدلالها المعتاد وهمست في أذونه بدلع:
- لما تلك العصبيه يا وزيري!؟.... لماذا لا تأتي معي عليِ أنتشلك من أفكارك تلك!!
فكان عرضاً مغرياً للأخر راغم ما يقبع به من مخاطر... إلا أنهم رجال لا يفكرون سوا بمتعتهم فقط..
امسكت كفيه بين راحتيها وهي تجرو خلفها بصمت...
بينما هو تابعها بكل هدوء...
رمقه الآخر بأبتسامه جانببيه لـ يتنهد بعمق مردفًا بسخريه:
- ويقول لي بأنني أحمق... عاهر!
• • • •
وبذلك الكوخ...
أستفاقت من غفوتها، وهي تفرك عينها المثقله بعنُاس.. رمقت عينه المسلطه علي سقف الغرفة ويده أسفل راسه... بينما هي تضع رأسها فوق صدره بهدوء تستمع لانفاسه المضطربه... عادت برأسها وهي تدفن وجهها بصدره وهمست بهدوء:
- بتفكر في إيـه يا حبيبي!؟ منمتش ليه!!؟
عاد من شروده علي صوتها الهامس والمحبب الي قلبه، لـ يبتسم بحنوَّ وهو يضمها لـ صدره أكثر وربَّت فوق كتفها الأيسر متمتمً:
- أبدًا مفيش.... بفكر إزاي هقدار أجمع بقيت الملعومات!!
اسند راسها على الوساده برفق، وهو يهرع من مكانه الي حقيبتهم... قطبت حاجبيها بتعجب واعتدلت في جلستها... لـ تجده يُخـرج حاسوبه وبعضًا من السماعات الخاصه...
واضع إحد السماعات بأذونه، وهو يستمع الي تحاورهم من الجيه الآخر...
وصوت ذلك العين المدعو"بعاصم"ينهال عليهم بسُباب وهم يخبره بأنهم استطاعه العثور علي سيارته لكن مكانه مزال مجهولاً....!!
تنهد بعمق وهو يحمد ربه بأنه أستطاع أن يخدعهم... فلم يشكـوا بانه دلف الي الغابه!!
ولكنه عاد يستمع لـ صراخ الآخر يهاتفهم بغضب ويوبخهم بسباب "أذهبوا من وجهي واعثروا عليهم بالغابه، علي الأكيد لقد دلفه إليها!!
أغلق السماعه بعينان جاحظه... إذا جاءو الأن يستطيعوا بان يجدوهم وبكل سهوله أيضًا...
فهو لم ياخوذ وقتًا طويل للعثور علي هذا الكوخ!!
جمع اغراضه بسرعه، وهو يعود لها...
- قومي يا هند لازم نمشي من هنا بسرعه!!
هدر متعجلاً لـ تقضب هي حاجبيها بتعجب ولاهثت انفاسها بخوف قائله:
- في إيه لقونا!؟
- لاء بس احتمال كبير... يلقونا بسرعه قومي خلينا نلحق نمشي من هنا!!
قال بجفاءٍ وهو يذهب إليها لـ يمسك يديها بين راحتيه... وهي تذهب خلفه بهدوء مرتبك.. تشعور بالخوف الشديد ولا يدور بخلدها" على الاكيد سيعثروا علينا ويقتلونا"! "
- هيقتلونا يا "علي" ... خـ... خلاص كده هيلقونا وهيقتلونا!!!
قالت بصوتٍ متحجرش يرتجف خوفًا، عاد برأسه إليها وهو يرمقها بحده.. وهدر بوجهها بعدما لاحظ تصلب جسدها بالأرض:
- هند فوقي يلاا.... لازم نلحق نمشي... إنجزي مفيش وقت!
- مـ... مش عارفه اتحرك!!
همست بألم، وهي تقف بمكانها كمن دقوَّ بقدمها مسامير، لـ تزداد حدته وهو يمسك ذراعيها بين يده يهزها بعنفٍ لكي تستفيق من هلوثتها:
- بقولك إنجزي مفيش وقت، لكل اللي بتعمليه ده.. لو لقونا هيتقلوني ويقتلوكِ!!
رمقته بعينان خاليا من الحياة، وعينيها تبكي بلا توقف تُطالعه بنظرات تقطع نياط القلبُ....!
لم يتحمل نظراتها تلاشا غضبه في لحظه وهو يجذبها الي أحضانه... يربَّت على خصلاتها برفق هامسًا بهدوء بعدما نوبّتها حالة من البكاء الهستري:
- هششششش، إهدي... أرجوكِ إهدي ومتوجعيش قلبي أكتر من كده...
أنا مش شايل هم حياتي قد مشايل هم حياتك وخوفي عليكِ.... أرجوكِ يا "هند" خليكِ معايا وساعدني متكونيش سبب خوفي وعقبه يتهد عندها كل اللي بعمله... أنا خايف عليكِ بالله عليكِ متعملي في قلبي كده!!
خف بكاءها وهي تحتضنه بقوة، وكانها تختبي من وحشة الحياة بين ذراعيه... وهتفت بالم من بين بكاءها:
- أنا خايفه عليك أوي يا علي.... خايفه يحصلك حاجه... مش مهم أنا يخدوني يقتلوني إي حاجه مش مهم المهم إنتَ....!!
أغمض عينه بألم وهو يزفر ما داخله بأرهاق اتعب روحه الاهثه والغارقه بهم التفكير بها...هي فقط!!
لـ يبتعد عنها أنشً، رمق عيناها بعينان حاول جاهدًا بان تخلَّي من الخوف والألم..
قبَّل مقدمة رأسها بحنوّ شديد لـ يهمس أمام عيناها المتعلقه بعينه مغنغمًا :
- متخفيش عليّ يا روحي.
جوزك وحش ميهبش حد... وعد مني يا هند... وعد مني ليكِ إني عمري مهسمح لحد يأذيكي.... ولا حتي يأذيني... أحنا هنخلص العمليه دي وهنرجع علي بيتنا ونعمل فرحنا زي موعدتك...
ونجمع مع عيلتنا من تاني... مامتك ومامتي واخويا وعيلتي وعمي كلنا هنتجمع... وهنرجع مبسوطين تاني... وكمان هنعمل بتنا وكله هيبقا على ذوقك أكيد...
وهنجيب ولاد مش أنتِ عايزه تجبي ولاد مني صح يا روحي!!
-آه!!
قالت بصوتٍ متحجرش وهي تجفّف عبراتها، لـ يبتسم هو بحب ومال يقبل وجنتيها بهدوء... ومن ثم جفنيها بعمقٍ يجفّف عبراتها بشفتيه، لـ يعود الي شفتيها يلتقطها في قُبَّله هادئه... أخذ يُقبَّل كل أنشً بوجهها، حتي شعر برتخاء جسدها أسفل أنامله التي حوطها بين ذراعيه وهو يستنشق عبقها الوردي بعشق، وهمس باذونها بهدوء لعله يهدأ راجفة جسدها وتبتسم:
- هتبقي احلى ماما في الدنيا!!
بالفعل قد أبتسمت وهي تقبل عنقه بدفء جعله علي وشك الفتاك بها من شدة ما يشعوره من راغبه وخوفٍ وعشق كل هذا في آنٍ واحد ..
ابتعد عنها بهدوء وهو يرمق عيناها الريميه أصبحت صافيه هادئه، قليلاً لـ يمسك راحتيها بهدوء قائلاً بنبّره مزحه أمام شفتيها:
- يلا بقا نمشي من هنا بقا بدل متهور،
ونوصي علي أول طفل.... هنا بين الأشجار!!
أبتسمت راغمًا عنها، أشتعلت محياها وهي تضم راحتيه بين كفها الرقيق وقالت بعبوس طفولي:
-قليل الادب بس بحبك!!!
- هو في أحلي من قلت الادب في المهامات الرسميه، ده هي اللي بتفرفش علي الواحد بذات لو معاه حتت بسبوسه بالقطشه زيك يا ملبن إنتَ يا حلو!!
قال بنبّره مزحه وهو يليقها بغزلاً صريح، لـ تخجل وتقفز معه وهو يجرها خلفه كما لو كانت أبنته... وسيارو المشي إلي طريقًا مجهول....
_________
استقرو كثيراً بالمشي حتي شُلّت أقدمهم... ومالت هي بجزعها العلوي الي ركبتيها تمسكها بتعب بدا على ملامحها المنكمشه... لـ تقول بارهاقٍ شاق:
- تعبت من المشي مش قادره!!
كان هو يرمق الطريق وكانه يعرفـه منذ زمن... رمقته بتعجب وهي قائلة:
- مالك يا علي بتدور علي إيـه!؟
-الطريق ده أنـا عرفه كويس... في بيت من بيوتنا قريبه من هنا... لازم أكلم النظام دولقتي حالاً يمكن يرشدني!!
قال بنبرة جاده، وهو يُساير بالمشي، لـ تتنهد هي بتعجب وصاحت بنفاذ صبَّر:
- يارب يكون في بيت هنا... أنا تعبت أوي!!؟
- إهدي يا روحي... شوية وهنوصل!!
قال بهدوء وهو يمسك يدها لـ يجرها خلفه بهدوء... وبالفعل وبعد قليلاً من الوقت، قد أتاه الردّ من القوات بأن هناك بيتٍ لهم بتلك المنطقه على بعد خمس كيلو متر.... لـ تصرخ الآخر بتعب وتقول بصدمه:
- خمسه كيلو يلهوي!!
قهقه عليها بضحكته الرجوليه وهو يضمها أسفل ذراعه بمشاغبه قائلاً:
- شوفتي جوزك بيتعب إزاي!؟
- أنا مش عارفه يخوايا إي كان رماك علي المر ده!؟... مالهم المهندسين!!؟ ولا مالهم الطيارين
ولا حتي يكونوا بباعين الخضار!!
هتفت بنبَّره حائره وهي على وشك البكاء من شدة أرهاقها ،لـ يضحك هو عليًا عليها قائلاً بتعجب:
- بتوع خضار... يعني من رائد في القوات الخاصه لبتاع خضار!!؟
- اسكت يعم الرائد...!
قالت بعبوس جعله يقهق، عليًا لـ تضجره هي بغضب قائله:
- متضحكش عليا.. آه يا رجلي... يا حبيبتي يا ماما وأنا صغيره لما كنت بقولها رجلي وجعاني كانت بتشلني علي طول!!
- أنسي!!
قال بهدوء وكانه قدّ فهم مقصدها جيدًا، لـ تقف هي بعبوس وتلكزه بكتفه بقوة وغيظٍ من بروده...
رمقها بعينان خاليا من المشاعر حتي ترجعت هي للخلف وقالت برتباك:
- إيه... إنتَ هتعمل إيـه!!!
كانت تردف بنبّره قلقه وهي ترمق يقترب منها ببطئ كما يقترب الأسد من فريسته...
كاد ينهال عليها لولا أنها صرخت بذُعر وراكضت أمامه... لـ يلتحق بها راكضًا صادحًا من بين ضحكاته:
- تعالي هنا يا بت!!!؟دانا هكلك النهارده!!
- لاء ونبي يا "علي" حقك عليـ..!!
كانت تصرخ برجاءٍ ممزوج بالخوف وهي تركض أمامه، وهو خلفها يكتم ضحكاته بصعوبه...
ويركض خلفها حتي توقفت لحظه بعينان متسعه بالفرحه وهي تقول بحماس :
- وآخيراً بيت يا علي تعالي بسرعه!
رمق طيفها بيأسٍ وهو يطبّق كفّ فوق الآخر، لـ يذهب خلفها...!
فتح الباب ودلفت هي الي ذلك الكوخ الصغير بخطىّ راكضه... فكان بسيط يحتوي علي سريرًا واحد...
دولابٍ أيضًا مدخرًا ببعض الأسلحه...
قفزت فوق الفراش وهي تغلق عيناها براحه ومن ثم تنهدت بعمق قائله:
- الله وآخيراً سرير وهقدار أرتاح!!
خلع جاكته لـ يلقيه بجانبها، وهو يجلس أيضًا، ويبتسم بحب علي طفولتها قائلاً بهدوء:
- أيوه ياختي أرتاحي شويه بقا!!!
تعلقت بذراعه مثل الطفله وهي تقبل وجنتيه قائله ببراءه:
- تعالي أرتاح إنت كمان يا "علي" لسه مشوارك طويل!!
تعرف بأنه لم يتذوق طعم النوم منذ أن جاؤه الي تركيه نفسها...
رمقها بهدوء لـ يطبع قبّلةٍ هادئه علي وجنتيها قائلاً:
- عندي مكالمه مهمه هعملها وأجيلك... متخفيش... هاجي بسرعة!
قال آخر كلماته بهدوء لـ يشعرها ببعض الأمان، تتنهد هي وازحات أناملها برفق،
رمقها بأبتسامه هادئه وواقف هو مرقده بجانبها لـ يقوم بالاتصال علي عمه أو بالأحرى "المقدام إبراهيم الجبالي"!
- ألو يا" علي " إنتَ فين!!
هدر متلهفًا قبل ان ينطق الأخر بحرفٍ واحد، لـ يتنهد علي بهدوء وردّ:
- أنا بخير يا عمي متخفش... روحت علي بيت من بيوت الجبل!
- الحمد لله... لما وصلي خبر أن "عاصم" عرف مكانك كنت خايفه ليقدار يمسكـوك!!
قال من بين تنهيدةٍ حاره ، لـ يتنهد الآخر بعمق مردفًا بهدوء مطمأن:
- متخفش يا عمي... أنا بخير لحسن حظهم أن "ماركو" أبن الـ..... حاول يتهجم علي "هند" ..
وقبلها البت اللي أسمها "مرلين" حاولت تفتح معايا سكه وإنتَ عارف شغلهم بقا كله حرام في حرام!!!
- وإنت إزاي قدارت تفلت منهم!
قال بتعجب، لـ يرُدّ الآخر بجديه:
- "مرلين" قالتلي إنها عارفه إني رائد في القوات الخاصه... بس الغبيه مخدتش بالها إني شايف الكاميرا اللي محطوطه في المكتب...
قال يعني غبي ومعرفش هما بيخطاتو لـ إيه!؟
- وإنتَ شوفت الكاميرا دي إزاي!؟
سأل بحيره وجديه، لـ يتنهد علي مردفًا بنفس النبّرة ولكنها تحمل بعضًا من السخريه والفخر:
- عيب عليك يا سيدت المقدام... مسمونيش القناصه علي الفاضي... أول مره داخلت مكتب "ماركوا" لما كنت بحطلوا الجهاز مكنش في كاميرات... وده الحمد لله كان في مصلحتي لكن الأغبيه حاشطنها صوت وصوره مكنُش عارفين إني اقدار أسمع اللي وراه الكاميره وهو بيتكلم وبيأمر بتحديد مقاطع معاينه!!
- الحمد لله إنها عدت علي خير... خليك متوصل معايا ومع النظام... وأنا هبلغك بكل اللي بيوصلنا!!
قال من بين بأمرٍ حازم، لـ يهز الآخر رأسه بطاعه قائلاً بحترام:
- أمرك يا فندم...!!
تنهد بعمق ولكن قبل أن يغلق، قالت بخوفتٍ:
- عمي "إبراهيم!
استمع الاخر الي نداءه الغامض، لـ يقطب حاجبيه بقلق ثم هتف:
- إيه يا علي في حاجه تانيه عايزه تقولها!!
- آه!
تمتم بدون مقدامات، لـ يكمل بنبّره هادئه يحملها بعضًا من الغموض:
- هند أمانه في رقبتك يا عمي.... لو حصلي حاجه هي وأمي وأخويا أمانه عندك...!
لو أنا مت مستحيل يسبوها إلا لو موتها هي كمان!!
- ليه بتقول كده!؟
ردّ الأخر بنبّرة خائفه، لـ يبتسم علي أبتسامةٍ واهنه قائلاً بهدوء:
- مش عشان حاجه... بس بأمنك عليها، أنا وهند أتجوزنا!!
- أتجوزتـه!
هتف بصدمه، لـ يليه صوت الآخر هادئً:
- أنا عارف إنك مصدوم... وأن مكنش ينفع أعمل كده خصوصًا إنها يعتبر من ضمن المتهامين بس... شكل وصيتك ليا مقدارتش عليها كان القلب أقوى مني يا عمي بحبها.. ومش من دلوقتي دي من سنه اول شوفتها فيه وأنا بحبها!!!
تغلغت عينه بعبرات لم يعرف سرها لـ يكمل بهدوء وهو يزيحها بأنامله بهدوء:
- لو موت قبل مقدار أرجع، وأعملها الفرح اللي وعدتها بيه... قولها إني بحبها أوي... وهفضل طول عمري بحبها وإني هستنها تجيلي... ولو بعد مليون سنه!!
- مش عارفه أقولك إيـه يبن اخويا بس!!
إنتَ هترجع يا" علي" مش عشانها بس عشانا كلنا وعشان أمك واخوك كمان وعشاني وعشان كل اللي بيحبـوك !!
هتف بفخرًا وحزنٍ وخوف في آنٍ واحد، ولكنه حاول مدرته بنبّرة جاده قائلاً:
- وأصلا إنت فكرتني في خبر حلو بخصوص هند....!
هند لو رجعت مش هترجع علي إنها متهمه... بالعكس لآن خلال التحقيقات اكتشفت أن في اراء كتير تخص البنت دي... وإنها سبب مشينها من الشركه لأن الحقير "عزّام"!
حاول يعتدي عليها مش أكتر...
وفي تسجيلات اقدارت أجبها وتأكد كلامي!!
تفرقت شفتيي الأخر بسعاده غامره علي ذلك الخبر، ولكن بلحظه تذكر شيئًا آخر حتي عبست محياه:
- الخبر فعلا يفرح... بس هي كده في نظر الحكومه
لكن في نظر" عزّام" وعاصم" مجرمه!
وهيحاولوا يقتلوها برضوا...
باختصار هي من رحلتها معايا قدرات تعرف معلومات كتير ولو أنا مُت هي موجوده!!
- صحيح... أنا غفلت عن حاجه زي دي... بس أن شاء الله أنتوا الاتنين ترجعوا بخير!!
قال بتشويش ونبرة تحمل بعضاً من الرجاء،تنفس الآخر الصعداء وقال بهدوء:
- تماما يا فندم.... أنا لازم أقفل دلوقتي!!
- تمام لو في جديد أنا ونظام علي توصل... والمستندات اللي بعتها كفيله توديهم وراه الشمس بس زي مقولتلك يا علي"... أجباري مكان المخزن... و وقت التسليم نقبض عليهم متلبسين!!
قال بنبّرة حازمه، لـ يهز الآخر رأسه بطاعه قائلاً:
- أمـرك يا فندم... يلا في حفظ الله مع السلامه!!
اغلق الهاتف وهو يحدق أمامه بشرود... لـ يتنهد بعمق وعاد يلتفت لها، وجدها تجلس فوق الفراش تفرك أناملها بتوتر ولكن بعينها شيئًا آخر:
- مالك يا روحي... منمتيش ليه!؟
قال بحب وهو يجلس جوارها، لـ ترمقه بهدوء وهزت راسها بنفيٍ قائله بخوفت:
- مـ... مفيش حاجه!
مش جيلي نوم!
جذبها الي أحضانه بعمق لعله يُهدأ، فيضان قلبه قليلاً بقربها... واضعت رأسها على صدره وهي تحاول أن تغلق عيناها لكن الخوف أكبر أعدائها الآن!!
حاوطت خصره بيدها، لـ يليه ذكرى لم تسال عنها لـ تقطب حاجبيه بتعجب وغمغمت بهدوء:
- علي... هو وانا في الفندق صحيت من النوم وملقتكش كنت فين!؟
تنهد بعمق وهو يرمق عينيها بهدوءو ردّ:
- كُنت في مكتب عـزّام بحاول القي إي تسجلات تساعدنا!
- ولقيت!
سألت بهدوء، لـ يتنهد هو بعمق قائلاً بضجر:
- أيوه لقيت... بس"مرلين "
دخلت عليا فجأة!!
-هااااا
شهقه قويه خرجت منها، لـ تقول بنبَّرة قلقه :
- بجد وعملتلك إيه!؟ هي اللي جابت عزّام عندي صح!؟
نفى برأسه لـ يتنهد بعمق قائلاً:
- لاء دي كانت بتسومني... يا المعلومات يا طلقك واتجوزها!!
- نعممممم!!!!؟
قالت بفحيح وغضب وهي ترتدُّ بعيدًا عنه كمن صقعاته الكهرباء، لـ يضحك هو بخشونه قائلاً:
- في إيـه!؟
- بلا في إيه بلا بتنجان... قولي قولتلها إيه قربت منك هااا لمستك تاني.. ولا حاولت تبوسك تاني... منا شوفتها معندهاش حياء ولا دين... ولا لا يُكنش إنتَ وافقت علي كلامها!!؟
أنهالت عليه بالأسئلة المتتاليه، لـ تدور رأسه هدرٌ بوجهها بحده ڪِ تصمُّت:
- إيـه كل الدراما دي باستني إي... ووافقت إيه!!
أنتِ مجنونه لا طبعاً!!
- طب الحمد لله!
هتفت براحه وهي تضع يدها علي قلبها، لـ تجحظ عيناها بصدمه من جديد وهي تسمعه يردف بكل بساطه وكأن هذا الشئ هيّن علي قلبها المشتعل لغيرةً تقتلها:
- هي بس قربت مني.. وكانت عايزه تبوسني تاني بس كانت مش عملت!!
صاح بتبرير آخر كلماته ، وكأن تبريره الأحمق هذا سيغفر له ، لـ تحدقه هي بغضب نيران الغيرة تشتعل بمقتلاها قائله بهدوء جعله يرتبك وهي تقترب منه ببطئ أدهشه:
- قصدك إيه قربت هااا!؟... يعني لمستك..؟ يعني شمت رحتك؟
يعني قدرات تكون قريبه منك زي كده صـــــــح!!!؟
- إنت بتقرني نفسك بمين يا "هند" أنتِ غير أنتِ مراتي حبيبتي... هي مجرد واحده شـ*... مع كل واحد شويه بدافع الشغل والقرف!!
قال بحده وتعجب من تفكيرها الغبي، لـ ترمقه هي بحده وتلتفت عنه بصمت...تعجب من انسحابها المفجأ... لـ تدرس نفسها بالغطاء وصاحت بحده:
- متنمش جنبي!!
ماذا تقول تلك أهي تعاقبني على ما فعلت الآخرى
... لكن ما شأني أنا!!؟
اقترب منها بهدوء وهو يسند ذقنه فوق منكبها... لـ يغمغم بنبّرة متعجبه:
- يا روحي أنتِ زعلانه ليه دلوقتي أنا مالي!؟
التفت له لـ تصبح عينيها بموجهة عينه العاشقه، وقالت بألم من بين عبراتها التي لم تعرف متي جاءت ولكنها تلك الغيرة التي تشعل قلبها وتجعله يتعذب:
- لاء ليك... لو إنت مش معودها على كده
مش هتقرب منك مش هتلمسك ولا هتتجراء!!
رافع أنامله وهو يزيح عبراتها بهدوء.. متمتمًا برجاءٍ مُحب:
- ينفع مشوفش دموعك دي تاني طيب،
والله ضربتها وبعدتها عني... وقسمًا بالله ملحقت حتي تشّم راحتي!!
رمقت عينه بعينها الريمه وهي تحدقه بنظرات حزينه، وتمد شفتيها بتذمر لطيف جلعها كـ حبة الفراوله الذي يشتهي اكلها!
ولم يتردد حتى! حيثُ مال يقبّل شيفها السفليه بعمق، جعلها تغمض عينها وتتعلق بعنقه ڪمن يتعلق بطوق نجاة، تدفن وجهها بيه بألم وقالت ببكاء كـ الاطفال:
- مش عارفه أنا بعيط ليه بس انا كده لما بغير علي حد بحبه... مش ببقا عارفه أتصرف إزاي فبعيط!
- يعني أنتِ بتغير عليا أوي كده!؟
قال بمشاغبه وهو يضمها الي صدره، لـ تفرك وجهها بصدره وتمتم بحزن وداخلها نيران تشتعل:
- أيوه... بغير عليك وبموت كمان!!
- بتحبني اوي كده يا دودي!!
قال بابتسامه واهنه عاشقه، لـ تبتعد هي وترمق عينه الممتلئ بحبٍ خالص، وقالت بتاكيد تام عشقً فاق الحدود بدا فوق محياها الشارده به... به هو فقط:
- بحبك أكتر من روحي... بحبك أكتر من إي... حاجه في الوجود... أنتَ مش بس آسرني يا "علي" إنتَ بقيت آسر قلبي معاك!!!
مال يقبّل جفنيها بعمق يزيح بشفتيها عبراتها، لـ يهمس بهدوء مُحب:
- وأنا بموت فيكِ يا قلب "علي"، ومش عايز أشوف الدموع دي في عينك تاني أوكـي!!
هز راسها بموافقه فوراً، لـ يبتسم هو بحنوَّ شديد، ومال بكل هدوء يطبع فوق كل أنشً بوجهها قبلةٍ هادئه مشتعله بأنفاسه المتلاحقه يغمر وجهها الهادئ ...
عينيها... وجنتيها... فكيها.... وجانبي ثغرها المكتنز..! وبالاخير استقرت أنفاسهم المضطرابه.. تتلاحق كما لو كانوا يركضوًا بلا هويدا
تستنشق أنفاسه التي باتّت تعشقها وكأنه أكسجينها الخاص وهمست بانفاس مشتعله بحرارة العشق:
- بحبك أوي يا علي وبغير عليك... أوي... متعرفش قلبي حصله إيـه لما قولتلي إنها قربت منك!!
رفع أنامله يلامس وجنتها برفق...
وهو يحركها عليها ببطئٍ قاتل جعل قلبها يهدأ وجسدها يسترخي ولو قليل...
لـ تتمايل هي مع لامسته التي ذادت جرائتها لـ تهبط أنامله الي أزرار بلوزتها الورديه...
وقام بتحريرها جميعًا حتي ازاحها بأكملها عن جسدها .. كانت تبعاته هي بدون ولا كلمه ولم يلحظ الرفض حتي!!
فقد تجراء أكثر عندما وجد الترحيب الحار داخل مقتلاها الغائبه بعالمٍ آخر هو فقط القادر على سحبها به!!
دفن وجهه في عنقها المرمري يقبله بحرارة جعلها تتمايل بدلال وتبداله بحب
ذادت جرأته وهو يميل علي موضع قلبها وطبع فوقه عدة قبلات متتاليه جعلتها تغمض عينها بعمق،
وهمس أمام قلبها بهدوء أضحكها ولكنه يحمل كثيراً من المشاعر، التي أبكاتها بنفس الوقت :
- أنا آسف يا قلبها... والله مكنتش أقصد إني أخليك تتوجع كده... بس سر بيني وبينك..!
إنت عارفه إني بعشقها صح، وإني عمري مسمح لست غيرها تلمسني لأني بإختصار بقرف من إي ست غيرها...
وأن هي بس اللي مسموحلها تكون في قلبي،
ومسموحلها إنها تكون في حضني كده صح!
إنتَ عارف...
لو عرفت هي كمان أنا قد إيها بحبها كانت ندمت دلوقتي بس هنقول إيه!!
تابع وهو يهمس وكانها لم تسمعه:
- هي كده الستات نكديه
ضحكت وبكت وهي ترمقه يعود لها بلهفه.. وقبَّل وجنتيها بهدوء وقال بنبَّرة مزحه:
- أديني صلحتوا... وهو قالي مسامحك... جيه دور صحبته بقا!!
ضحكت ببكاء، لـ يرمقها هو بهدوء وقال بحيرةٍ زائفه:
- أستغفر الله العظيم يا رب... طب دي بتضحك وبتعيط في نفس الوقت
دي بقا فرحانه و لا زعلانه دلوقتي!!
- لاء فرحانه... فرحانه أوي كمان!!
قالت من بين ضحكاتها الباكيه ، وهي تقفز بين أحضانه، لـ يرحب هو بها بعشقً كبير ودفن وجهه في تجويفت عنقها يستنشق عبقها بهدوء وكانه يتنفسها،
أطبق شفتيه على رقبتها بعمق، همس باذونها بنبّرة مشاغبه:
_ خالي بالك أنتِ وحشاني وممكن أتهور!
ضغطت علي شفتيها السفلى، وهي تبتعد عنه بحياء لـ تغمزه بدلال وجراءه لم تعرفه إلا على يده،
وتمتمت بحبٍ ومرح:
- طب متتهور!
رمقها بدهشه، لـ يعود ويبتسم بمكر وهتفت بمشاغبه:
- دأنتِ بايعه بقا... مش خايفه مني يا بطه!؟
- حد يخاف من حبيبه، وجوزه!
هتفت بدلال وهي تداعب أنفها بانفه، لـ يبتسم هو بمكر، وأنهال علي شفتيها يُقبلـها بعمق ممزوجٍ بين الشوق والجراءة في آنٍ واحد...
بدالته بحبٍ كبير وترحيبٍ أيضًا وهي تقترب من وجهه وهي تطبع على كل أنشً قُبلاتٍ عميقه ممزوجه بين حرارة أنفاسها و وعشقها الصمّ!!!
بلامساتها شفتيها على عنقه! جعلته ينهار ويوَّد ولو يفتك بها أسفل أنامله...
ولكنه لم ينسى حنانه معها كـ عادته سحبها أسفله برفق
وهو يتقنها درسٍ عن فنون العشق الابدي!!!
حيثُ تحرت يده بجراءه علي منحانيتها الانوثيه والمهلكه للأعصاب وعاد يسحبها من جديد الي علمه الخاص!!
• • • •
وفي فندق "ماركو"
كانوا رجاله يقفون... يخفضون انظارهم بخزي بينما عاصم ينهال عليهم بسُباب قائلاً بفحيح:
- كيف لم تعرفوا إين هما... وما جاء بكم الم احذركم بأن لا تعوده إلا وأن كانوا معكم يا أوغاد!!!!!
حاول" ماركو" المرتجف بأن يتددخل قائلاً بهدوء مرتبك:
- سيد عاصم... عليك بأن تهدأ قليلاً هما على للأكيد
هم بالقرب منا فلن يستطيعوا بان يبتعدو اكثر من ذلك!!
- تباً لك إنتَ الأخر فل تصمت... إذا كنت رجلاً يتحكم في غريزته العفنه لما زالو هنا... وما ذهبوا الي مكان آخر!!!
هدر بوجهه بتوبيخٍ سام، لـ يخفض الأخر عيناه بغضب فدائمًا يقوم بتوبيخه أمام رجاله...
زافر الأخر ما داخله بضيق حتي صدحت برأسه فكرةٍ جنونيه، لـ ترتسم أبتسامه شر غامضه فوق ثغره وهمس بصوتٍ خاغت يشبه فحيح الأفاعي:
- خلاص عرفت اطلعه إزاي من... مكانه اللي بيستخبى فيه زي الفار المبلول!!!
رمقه "ماركو".... وجميع رجاله بتعجب وكانه مجنون يقبع أمامهم فهو يتحدث الي نفسه !
• • • •
وبعد مرور يومًا آخر...
كان يدزر" علي" حول نفسه كـ المجنون قد أتصل به عمه... وقال بانه يستطيع العوده الآن... ولكن كيف ولماذا!
بل وذاد فوقها... بأنه سيعود عن طريق البحر... كيف هذا على الأكيد هناك شيئاً خاطئ!!
حاول الأتصال به مرةً آخر ولكنه أسرع بغلق المحادثه ولم يفعل هذا فقط بل ذاد لهيب قلبه خوفًا على أخر ما قله
"علي... أنا بحبك أوي يبن أخويا."!
لم يسبق له وبان يعترف له بمشاعره دائمًا مكان يلقنه دروسًا حاده لـ يصبح رجلاً يعتمد عليه... هو من رباه ويعرفه أكثر من ذاته"!!!!!
- يوه أقعود بقا يا على خيلتني!!
قالت بنفاذ صبر بعدما شعر بالدوار من ذهابه وأيابه بالغرفه أمام عينيها الحائره بما يفكر!!!
توقف عن المشي وهو يرمقها بعينان شارده حائرة يكاد رأسه ينهمش من فرطِ التفكير بالأمر... قلبه قلقاً ولا يعلم سره أبدًا ذهب لـ يجلس جوارها وهو يدفن وجهه بين أنامله يمسح عليه بعنفٍ ويزفر ما داخله بغضبٍ... قطبت محياها بتعجب وقالت بهدوء قلق:
- مالك مش على بعضك لبه من ساعة المكالمة اللي عملتها !؟
- حاجه غريبه أوي يا" هند" راسي لافه وحاسس بحاجه مش طبيعيه بتحصل سيدت المقدام وهو بيكلمني مكنتش دي نبرة صوته في حاجه.... في حاجه وأنا مش عارف هي إيه!!؟
قال بغضب وهو يجز علي اسنانه، لـ تربت هي لوق كتفه بحنو وقالت بنبّرة مرتبكه ولكنها هادئه:
- طـ.... طب متتصل عليه وتشوفه!!
- مـــــــش بــــــيـــــــــرود!!
ردّ بفتور، لـ تذدراد هي ريقها بصعوبه ومن ثم تابعت بقلق كاد ينهش قلبها:
- طب أهدي وهدي نفسك كده هو قالك إيـه!؟
- قال هنرجع مصر... وأنه هيبعتلي يخت عن طريق المينا ونرجع فيه...!!
صاح بهدوء، لـ تقطب هي حاجبيها بحيرة قائله:
- طب وفين المشكله!؟
مش كده كل المعلومات اكتملت وإنتَ قدارت تعرف وقت التسليم وهو اصلاً هيحصل في مينا بحر الأحمر في مصر... يبقا مش محتاج حاجه تاني... حتي وقت التسليم عرفته إيه المشكله فين!!؟
- المشكلة أن عمي كانت طريقته غريبه مختلفه... مش هو سيدت المقدام كأن حد ماسك المسدس وحاطه على راسه!!؟
قال بحزنٍ وحيرة، لـ تخفض هي عينها بحزن وواضع راسها على كتفه تربت عليه بحنان ڪِ تواسيه وغمغمت بحب محملاً برجاءٍ من الخالق :
- إن شاء الله مفيش الكلام ده... كله هيبقا بخير!!!
أمسك كفها بين راحتيه وقال برجاء.. وهو يزفر ما داخله من ألم وحيرة:
- إن شاء اللّٰه.... يارب!!
هتف بها محمولا! بالرجاء من رب العالمين، لـ يتنهد وانزال عينه بضجر، وهمس بخوفت:
- يا رب يبقا كله خير!!!
• • • •
وفي القاهره.. بمنزل "إبراهيم الجبالي بالتحديد"
كانت أنفاسه تتلاحق، وهو يرمق زوجته.. وأطفاله المكبلين برعب! وخرج صوته مهتز محملاً بالخوف والقلق:
- أنا عملت اللي أنتوا عايزينه... سيبه ولادي ومراتي بقا!!
ضحكةٍ ساخرة صدحت بارجاء المنزال، لـ يظهر من بعدها صوت ذاك"العزام" محملاً بالشر:
- لاء والله تسلم يسيدت المقدام... خلال دقايق أبن أخوك.. هيروح للمينا! ومن هناك عاصم بيه هيمسكهم... وبما إنك إنتَ الوحيد اللي عارف أن عاصم في الحكايه... وأن "علي" قدار يجمع كل المعلومات اللي تقدار تدمرنا فـ...
قال أخر كلماته بغموض قبل أن يرفع سلاحه.. ويسلطه علي رأسه... ورجاله من الخلف يسلطونه علي أولاده ، ثم تابع بكل بساطه بفحيحٍ يشّبه الأفاعي:
- فعشان كده يا سيدت المقدام.... أقدار أقولك مع السلامه...!!
بجد الدوله والنظام مقدارين جدًا كل خداماتك...
إنتَ وأبن أخوك البطل.. وغيركم سيدت الواء"شوكت" الله يرحمه
كنتُ من أخلص وأكفاء الناس في المهمه دي... عشان كده بقا لازم نقولك مع السلامه يا حبيبي هتوحشنا!!!
اردف آخر ما قال ببرود قاتل وهو يقترب من وجنتيه، يقبلها، وأبعتد عنه وهو يرمقه بغضب قائلاً بفحيح:
- رسالتك وصلت!!!
أردف بها قبل ان يفرغ سلاحه براسه ويقع الآخر ڪ الجثه الجامحه غارقً في دماؤه، وكذلك اولاده وزوجته... رمق السلاح ببرود وهو ينفخ به بضجر وكأنه لم يقتل نفسًا منذ قليلاً من الثواني!، قائلاً بحزنٍ زائف:
- هتوحشنا يا"أبراهيم " باشا!!
- يلا بينا يا رجاله!!
صاح بأمرًا حاد قبل أن يترك المكان ويرحل!
لـ تغلق الأنوار ولا يعلو صوتٍ فوق صوت الموّت، ولا يعلو رائحه فوق رائحة الدماء... دماء الأبرياء الذي قتلـوا بدون ذنبٍ.. مثلهم مثل الكثير والكثير من الناس!!
• • • •
وفي تركيه!!
كان يخطوا بجانبها حتي توقف فجأه دون سبب، مزل القلق ينهّش قلبُه... لكنه يعلم بأن عمه لن يخدعه أبدًا!!
رمقته بتعجب وقلق، لـ تقترب منه وتهتف بهدوء:
- مالك يا "علي" في إيـه يا حبيبي وقفت ليه كده!؟
طالعها بتشويش للحظات، وكانه غائب... وفي غفلة لم يجد نفسه إلا وهو يجذبها الي أحضانه بقوة فجأتها، وقال بهدوء مُربك جعل قلبها يرتعب حقاً:
- أنا بحبك أوي يا هند... بحبك أوي!!
قطبت حاجبيها، ورفعت كفيها تحاوطه بعمق وتغمض عينها بقوة وقالت بحنوً شديد :
- وأنا كمان يا روحي بحبك أوي!!
مـ.... مالك يا علي بترعبني عليك ليه!؟
قالت آخر كلماتها وهي تبتعد عن احضانه، تلامس خديه برقه جعلته يغمض عينه ويتمايل مع لامستها الحنونه!،
فتح عينه وهو يرمق عينها القلقه بهدوء، حتي تهدا عاصفة قلبها قليلاً وهو يقول:
- أنا بخير يا روحي... بس معرفش ليه حسيت إني عايز أقولك أني بحبك ولا فيها مانع!!
أبتسمت بخوفت، وأقتربت من وجنتيه تقُبلها بعمق وهمست بعشق امام شفتيه :
- بحبك أوي يا علي... أكتر من إي حاجه في الدنيا!!
أبتسم بحب ملتقطًا قُبلةٍ عميقه من شفتيها، وكانه أول وآخر مره يُقبلها... يتنفسها بكل ما أوتيه من قوة... وعمق... يفرغ بها ما يكننُه من عشق وشوقً دفين قد اعترف به ولم يعترف به بعد!!
بدلاته بحبٍ كبير، لـ يبتعد عنها بانفاس متلاحقه بلا هويدا، وكانها كانت تتسابق في سباق المرثون... وقد فازت به،
أبتسمت بتساع وأستمتاع لـ قبلته الناريه، لـ يمسك هو راحتيها قائلاً بنبّرة مزحه جعلتها تضحك:
- يلا عشان. ممكن أتهور.... هنا!!!
ضحكت بحب وهي تقضب وجنتيه بين أناملها بمرح قائله:
- يلا يا مجنون!
ضحك بحب، ورحل وهو يمسك بكفيها بطريقهم الي المينا!!
• • • •
وبعد ساعه تقريبًا قد وصل للمينا بالفعل...
كان تمشي وراءه... بهدوء حتي وقف أمام إحد اليخوت المصطفى بجانبهم!!
ترجل الي اليخت بقفزه في الهوى... وواقف وهو يمدّ يده لها بحب، وهي تعلقت بذراعيه وهي تضحك... لـ تترجل هي الأخرى اليخت!
- يلهوي كنت هقع!!
قالت بصدمه وهي تحتضنه، لـ يرمقها هو بحب وجذبها من خصرها بتملك قائلاً بحبٍ أمام شفتيها:
- اسم الله عليك يا جميل... متجي اقولك علي كلمه سر في بوقك!!
صدحت ضحكتها الانوثيه بدلال، وهي تردف بحب وخجل:
- عيب يا علي كده حد يشوفنا... لما نتحرك باليخت!!
- ماشي عندك حق يا جميل!
ردّ برضا، لـ تبتسم هي بحب قائله:
- مجنون... روح يلا خلينا نتحرك فُك الحبّل!!
اختطف قبلةٍ ناعمه من ثغرها، وهو يغمزها بمشاغبه لـ تبداله هي بحب... التفت لـ يقوم بفَّك الحبّل والحركة من المينا ولكنه لم يحتسب ما سيقابله أبدًا!!
حيثُ توقف أناملها بصدمه عما يفعل عندما أستمع لصوتها يصرخ بفزع:
- علي.... الحقني يا علي!!!!؟
التفت للخلف بفزع، لـ يرمق ذاك "العاصم، ماركوا، ومرلين" يصطفون بعضهم البعض!!!
وبعض رجالهم يكبلون "هند" بقوة
من ذراعها!!
ركض إليها بسرعه لـ يركل واحد في وجهها والآخر بأحشاؤه بقوه... لـ يبتعدو ولكن لم يحتسب تلك العملاقه من خلفه... يمسكون عصا من الحديد.... لـ يضربه واحدًا على راسه والأخر على قدمه!!
اتسعت عينان "هند" برعب وهي تركض إليها بصرخ، تبكي بلا توقف والذعر يحتل محياها ويحبّس أنفاسها:
- علي.... علي حبيبي.... قوم قوم يا علي!!!
جزت مرلين علي أسنانها بحقد، لـ تذهب وهي تصفعها بقوة علي وجنتها وجعلتها ترتدُّ الي الخلف بقوة، أمسكـوا الراجال "علي" بعُنفٍ! بعد إن فقد قواه وتشوشت رُأياه... وهو يجدهم يقتربون منه لـ يلكمه واحدًا بقوة في معدته... تليها لكمةٍ أخرى أسفل الحزام... حتي تفرغت شيفاه بالدماء والألم!!!
كل هذا يحدث أسفل أنظار" هند "المرتعبه وهي تصرخ وتصدح بأسمه عاليًا وكان هذا الشئ سينقذه مثلاً، واقع على الارض غارقٌ في دماؤه، لـ تلكم هي الرجلاً الذي يكبلوها بقوه بين احشاءهم... وتركض إليه تسحبه بين أحضانها برعبٍ يتشبت بنظرات عينيها الباكيه، وهي تصدح باسمه تلكم وجهه بقوه:
- علي!!!؟ علي حبيبي قوم... قوم فوق يا علي متسبنيش يا علي قوم فووووق!!!
رمقها بعينان مثقله، يحوطها الدماء وكدمات كبيره بلون الأزرق آثى الكمات العنيفه التي نالها، و أبتسم أبتسامه واهنه وهو يهمس بصعوبه:
- انا بحبك أو يا هند... سامحيني... سامحيني عشان مقدارتش أحميكِ!!!
- بس... اسكت متقولش كده إنت بخير يلا قوم اضربهم يلا قوم إنت هتنقذني زي كل مره....... قوم يا علي يلااا!
صرخت برعب، وهي تهز راسها بنفيٌ قاطع قلبها وعقلها جسدها بالكامل يرفض ما يقول بكل بساطه... لن يتركها لن يتركها وحدها علي الأكيد.!!!.. ذاد بكاءها وهي تسند راسها علي جبينه وتبكى... لـ تهدر بأنهيار:
- قوم يا علي.... قوم متقولش كده تاني إنت كويس متقفلش عينك متسبنيش والله هتبقي بخير والله!!!
- خلونا نفضي المسرحيه دي بقا بسرعه هاتوها من عنده.!
صدح "عاصم" بامرٌ حاد وهو يحول عينه بضجرًا؛ لـ ينفذوا الرجال ما يقول... ذهبه اليها بخطوات شبّه راكضه و يقبضون علي كلتى ذراعيها بعُنفٍ المها، ولكنها لم تهتم فـ خوف قلبها الأن أكبر... تحت رافضها التام بالأبتعاد... وهي تصرخ بوجهم:
- اوعى إيـدك إنت وهو!!!!! علي.... علي متسبنييييش أبوس إيدك متسبني يا عليييييييي!!!
قالت برجاء يأس، من بين بكاءٍ يتقطع عليه نياطُ القلب، أخذت تتمايل من بين إيدهم بذعر وخوف.... تصرخ بألم وهي تجده يبعده عنه بكل بساطه!! لـ تصرخ هي بإنهيار أكبر:
- علي قوم يا علي قوم!!
أقترب عاصم منه بخطىّ وئيدة، تشبه خطىّ ذائبًا كاد. ينهال علي فريسته، مال بزعجه العلوي عليه وهو يرمقه بنظرات يملأها الشر والسخريه قائلاً بفحيح:
- شوفت بقا يا سعدت الرائد أخرتك، فين!؟
حتي عمك باعك عشان خاطر قرشين حرام... مش إنت بتسميهم كده برضوا!!!
كان يحمله الرجل من كلتى ذراعيه، بينما عينه مثقله بارهاق شديد من شدة ما عنفه، لـ يبصق بوجهه وهو يردف بصعوبه من بين أنفاسه المتلاحقه:
- خود دي.... مـني ليك!!
عاد يبصق عليه من جديد وهو ينهال بسباب عليه:
- ودي عليك برضوا وعلي كل الاوسـ"""اللي شبهكم
متفتكرش إنك لو قتلتني... هتقف علي" علي الجبالي" بس... تبقا غبي يا سيدت الوزير... لأني لو أنا مُت وإنتَ واسخ... فلسه فيه الف واحد زي "علي الجبالي" هيجبوك إنتَ واللي زيك... والدنيا دواره ومبتقفش علي حد!!
رمقه الأخر بغليل يُلهب عينه الحمراء، لـ ينهال علي وجهه بصفعه!!
ولكن الأخر لم يتأوه ولم يبدا الألم علي محياه حتى، قابله بإبتسامه ساخره!!؛ جعلت الأخر يستشيط غضبًا اكثر وهو يسمعه يقول بكل غرور وكانه هو من يضربه وليس العكس:
- أضرب يا سيدت الوزير.... أخرتها هتكون إيـه طلقه جوا دماغي... بس برضوا مش هموت... هتخودني وتعذبني برضوا مش هموت لأن زي مقولتلك... زي مفي أوسـ.. "" زيك في الف "علي جبالي" يجيب حقي منك ومن عينتك!!
كان يرمقه بكل غرور وثقه،بينما الأخر يرمقه بغليل وحقد علي لسانه السليط،والتعالي الذي يلحظه داخل مقتلاه فهو لا يهابه ولا يهاب الموت حتي!!
صدحت برأسه فكره جنونيه وهو يقترب من اذونه ويهمس بصوتٍ يملأهُ الشر:
- لا الموزه حلوه وتستاهل....صدقني هتموت من هنا وهتجوزها هتنساك. في يومين يا سيدت الرائد!!
أتسعت عين علي بصدمه وهو يرمق تلك الواقفه من بعيده، تبكي وتصرخ دون توقف!، لـ يُطالعها بعينان يملأها العشق والأسف جعلتها تصمّت وكأنه يودعها!!،
عاد يرمق الأخر بغرور قائلاً بأبتسامه عريضه يملأها الثقه:
- كان غيرك أشطر... يا سيدت الوزير!!
اتشتعلت عين الأخر بغل لـ يخرج سلاحه وهو يصدح أخر كلماته بفحيح:
- اتشاهد علي روحك يا "على يا جبالي"!!!
أغلق الأخر عينه بستسلام ناطقًا الشاهده، وبدون إي أنظار، كان الاخر يطلق عليه طلقتان متتاليًا بسرعة البرق، لـ تخترق صدر الأخر بعُنف،جعلت أنفاسه تنسحب بصدمه، وفي لحظه! أنغلقت عينه وارتطم جسده الهش بالأرض و هو يغمض عينه بستسلام للموت وهو يبتسم،
وكأنه يرى الجنه أمام عينه!!
جحظت عين الأخرى بصدمه، وتوقفت أنفاسها كما توقف الزمن من حولها في تلك الحظه العينه والتي ستخفر في ذكريتها الي الأبد!!...
بعينها عبراتٍ تحتضنها وكأنها تخشي مفارقتها لما أتي بعد ذلك! ، وفي ثانيه فلتت منها صرخه هُزت لها الأرض، وداوت صوتها المكان:
- عــــــــــلـــــــــــــــــــي!!!!!!!!!!!
يتبع